الجمعة، 29 مايو 2009

خائنة



وخائنةٍ إذا اؤتُمنَت
فتُخْلِفُ قبلَ أن تَعِدا

وكاذبةٍ أُصَدِّقُها
كعَينٍ تَرْتَجِي رَمَدا

إذا ما رُمْتُ أن أَعْلُوا

وَجَدْتُ شِهابَها رَصَدا

سَأُحْرِقُ مَا جَمَعْتُ غَدَا
لأنْ لاّ نَلتَقِيْ أَبَدَا

ولا تَبْقَى مَشَاعِرُنَا
كجَيْْشٍ يَطْلُبُ المَدَدَا

وطِفْلٍ عَاقِدٍ عَزْمًا
يَحُلُّ بِعَزْمِهِ العُقَدَا

سَأرْجُو الشَّمْسَ أَنْ تَمْضِيْ
فَثَوْبُ الظِّلِّ قَدْ كَسَدَا

وَأُغْرِيْ الأَرْضَ إِنْ رَضِيَتْ
لِتُرْجِعَ كُلَّ مَا حُصِدَا

بِوَعْدِ الرِّيحِ أَنْ تَذْرُوْ
هَشِيْمًا رَاحِلاً بَدَدَا

فما لِسَمَائِنَا حَمَلتْ
سَحَابًا مَا بَكَى بَرَدَا

نَتَاجُ البَحْثِ عَنْ بَصَرِيْ
فَقَدْتُ بَصِيْرَتِيْ كَمَدَا

فَكَيْفَ تََكُوْنُ وَاهِبَتِي
وَرَبِّيْ لَمْ يَلِدْ وَلَدَا

إذَا مَاالرُّوْحُ نَادَتْنَا
غَدَوْنَا كُلّنَا جَسَدَا

وَإِنْ سَجَدَتْ جَوَارِحُنَا
أتَانَا رِزْقُنَا رَغَدَا*

مع التاريخ




مع التاريخ ننتحب
ونخفي دمعة تثبُ

على الخدّين مابرحت
يبارك سيلها الغضبُ

أنا.. يا من تجاهلني
رحيلٌ زادُهُ الأدبُ

ولي قلبٌ يعاندني
إلى الأحزان ينتسبُ

يعانق خفْقه سُؤلٌ
أما للعزّ مرتقبُ

فما زالت لعزتنا
دموع الحبر تنسكبُ

تلوك الحرف يا قلمي
على الأوراق تنتصب

على أمل يخادعنا
فيفضح صدقه الكذب

ألوذُ بعزف أمجادي
فلا لحنٌ ولا طربُ

فعين (الكره ) لو نظرت
يلوح العالم الخرِبُ

وعين ( الحب ) لو نظرت
هنا حقلٌ هنا عشبُ

صروح العدل ترحمنا
وتحكم شرعها الكتبُ

إذا جاءت تعاقبنا
يجاوز حدّه الذنبُ

فنخرج ما بجعبتنا
نراه الشجب والشجب

يدي وصمت أُخيّتها
بأن سلامها السبب

إذا حانت فريضتنا
زعمنا أننا جـنـب

مساء العزّ يا عربُ
أيا عجبا له العجبُ

أهدّد كلّ أفكاري
بأنّي سوف أنسحِبُ

إذا ظلّت مآقينا
مع التّاريخِ تنتحِبُ *

جبل الرماة




آهٍ وآه ..
جارَ الوُشَـاةُ على الوُشَـاة ..

وتبايعُوا بالذُّلِّ قاموسَ الحياة ..
فالأبجديةُ الاِشتِباه ..

والغايةُ الأسمَى رِضاه ..
كلُّ النَّـقائصِ مُمْكنة ..
فيمَا سِواه ..

كلُّ الدُّروبِ مُضَلِّـلة .
.إلا هُدَاه ..

آهٍ وآه ..

الليلَ أسألُ ما دَهَاه ..
هلْ بَاتَ يُدْرِكُ سَكْرَتِي ..
مِمَّا أرَاه ..

ليلٌ طَوِيلٌ مَا دَرَيْتُ عَلامَ يُسْفِرُ مُـنْـتهاه ..

آهٍ وآه ..
يا مَنْ تُـذِلُّونَ الجِبَاه ..

طَمعًا بِمَرْضاةِ الإلَه ..

لا تَبْرَحُوْا جَـبَل الرُّماة ..
فَـلَرُبَّما عَادَ الغُزَاة .. *

زفرات مطلقة




قل لي بربّك ما تريد لأفعله ؟؟؟

كان الحوار رصاصة ..
أفضت لتلك المقتلة ..

الصمت كان وسيلتي ..
لأحلّ تلك المشكلة ..

الصمت ضد قذائف ..
من صنف أكبر فاشلة ..

عشرون عاما عشتها ..
أمسي وأصبح سافلة ..

وأصابعي أحرقتها ..
شمعا وكنت الجاهلة ..

ونفائسي فارقتها ..
طوعا لتمضي القافلة ..

والآن أحصد مازرعت بطيبتي المتخاذلة ..

كلّ الأماكن حرّمت ..
ما عدت تلك المذهلة ..

اليوم تلثم دمعتي ..
خدّ الليالي الموحلة ..

حولي تدور الأسئلة ..
وأنا هنالك مهملة ..

بالذّكريات مكبلة ..

كفراشة عبثت بضوءٍ لم تكن ..
تدري بقرب الزّلزلة ..

هل صرتُ حقّا مُخجِلة .. !!

وصفة الدواء




وصفة الدواء ،
أدوية مجهولة كتابات إغريقية ، هدية طبيب

أو قل طرفة يكتبها الطبيب ولا يفهمها إلا الصيدلي

وأنا ساعي البريد ، أوصل الرسالة

وأدفع ثمن إيصالها
والنتيجة ، أحجار ملونةأبتلعها كل يوم ،

وكأنها سرٌّ أخفيه داخلي

أبتلعها بكلّ احترام

ليست بي شهوة الطعام

لكنني أتناوله احتراما لتلك الأحجار

حتى تجد ما تقع عليه

عند سقوطها في هوّة نفسي ....

إلى نفسي




عند ما تهملني بالرغم من مرورك..
أشعر بأن ماكتبت .
.لم يجاوز ( شخبطة ) الأطفال ..

لا أحلم بالكثير .. فقط كلمتان ..
كنتُ هنا ..

ليتك كتبتها ..

لا تكترث لااسمي .. لا انتماءاتي ..لوطني ..

يكفينا أننا نتحدث لغة واحدة * ..

أبو زيد الهلالي




ما إن وقعت عيناه على قصة " أبو زيد الهلالي "

حتى انتابه الغضب ،،

سحب ورقة ،،

أزاح الغطاء عن قلمه ،،

السيد رئيس قسم المصنفات الأدبية،،

إن هذه القصة تدعو للتعصّب ،،
فنرجو سحبها من الأسواق،،

التوقيع

ناقد رياضي*

اجتماع




اجتمع المفكرون والباحثون ،،

وأجمعوا على صعوبة المناهج اللغوبة ،،

وقرروا الاستغناء عن الفعل المضارع والأمر ،،

والإبقاء على الماضي ،،

تفاديا للحشو المملّ *

المدارس الفنية




قشعريرة فرح سرت في أوصاله ..

ورقة الامتحان أمامه ..

صورة وجه إنسان به كل الملامح ما عدا الفم ..
السؤال : حدد إلى أي المدارس تنتمي هذه اللوحة ؟

تحرك القلم بآلية ،،

ولسان حاله يشكر المعلم على سهولة الأسئلة *

رؤية صنبور




وأنا أحني رأسي ، سألني الصنبور
أليست عادة غريبة ؟ تستيقظ كل يوم ،
وتحني رأسك أمامي

وكأن احترامك هذا يشفع لك
أن تفرغ ما في جوفي ، وتغسل وجهك

وكل يوم تقوم بتكرار المأساة
انظر إلى نفسك في المرآة ، تأمل وجهك جيدا

ألست تغسله كل يوم ؟هل زالت عنه الهموم ؟
هل غسلت أحزانك ؟
بهتت ،،، لم أجد جوابا ،،

فأعدت غسل وجهي مرة أخرى ،،،،

قراشة الخريف




ألفت الاعتذار ، أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتها
كتبت رسالتها العاشرة بعد الألف

حبيبي : أعلم بانشغالك الشديد ، فا اعذر تطفلي
لكنني قمت بإعداد الشاي الأخضر الذي تحبه

ها هو أما مي على المنضدة وقد سكبت لك كوبا منه بدون سكر

فإن فكرت في القدوم ، فستجده في انتظارك

أعتذر بشدة لكثرة رسائلي ،
ولكنني واثقة أنك سترد إذا ما وجدت الفرصة لذلك ،،
اعتذاري

فجأة يرن جرس الهاتف،،

فتلتقط السماعةـ ألو .. أهذا منزل المرحوم أحمد ؟ـ
نعمـ أتحتاجين شيئا يا خالة ؟
ـ لا .. شكرا يابني ..

تضع السماعة
تتناول قلما وورقة ..
وتبدأ بكتابةالرسالة الحادية عشرة بعد الألف،،،،

ثوب أحمر




على هامش الحب ..
يرتع المتسلّقون .. ينسجون أساطيرخرافية ..
تطعن خاصرة الطُّهر .. وتزيّن طريق الحاجة ..
بورودٍ نادرة ..

عندها نهوِي نحو القاع .. في زمن الضّجيج ..

لطفا: ضعني في طريقٍ يتيم الاتّجاه ..
علّي أتعلّم أبجديّة الرّكض..
قبل أن أتجاوز الحدّ الفاصل ..

( من رسالة .. نائلة .. زنزانة 2349 .. الجريمة : قطف وردةٍحمراء .. العقوبة : ثوبٌ أحمر * ) .

ماذا أفعل




رغم كلّ الأحذية المتناثرة ..
لم يشأ أن يمنحها .. صديقا جديدا ..

حمل حذائه بيديه .. وضعه تحت إبطه ..
قلّب عينيه في الجموع الجالسة .. بريبة .. جلس ..

وقف عند ما وقفوا .. لم يكترث حين دفعه أحدهم ..
فقط رمقه بنظرة .. تحرّك في آليّة ..
انتهى كلّ شيء ..

عاد لممارسة الضّعف الإنسانيّ ..
همس لنفسه.. في المرّة القادمة ..
يجب أن أتخلّص من صحبة الحذاء *..

التحليق




يجيد التّحليق ..
جلس بمعِيّة العناصر المطلوبة .. أشاح بيده ليمزّق الصّمت ..
ذبابة حقيرة .. انتهكت حرمة خدّه الأيسر .. حاول أن يطردها ..

انهالت صفعاته على وجهه .. تحت موافقتهالشّخصيّة ..
رفع سيفه الأملح .. سيّد معاركه مع الفواكه .. كلّفه بمهمّةٍ أخرى .. !!

في غرفةٍ معقّمة .. نام بوجهٍ مضمّد..أخرجوا بطاقته الشّخصية ..
الاسم : خالد .. السّنّ : 39 عاما..العلامة الفارقة : شامةٌ على خدّه الأيسر ..

وحدهُ تحليل الدّم ..منحه مرافقين دائمين ..
على باب الغرفة .. وما زال محلّقا *..

ندوة





بكلّ عناية حرّك المقعد بضع سنتيمترات ..

هو في مرحلة " الرّتوش " ..

بعد أن أتمّ إعداد"أجندة" النّدوة المسائية ..
الشّاي .. القهوة .. منفضة السجائر ..

انطلق نحو المكتبة .. أخرج أوراقا بيضاء ..
وأوراقا ملوّنة رُتّبت بعناية ..

من بين جموع الأوراق .. تناول ورقة ..
ليعدّ جدول الأعمال ..

سطّرها .. قسمها عمودياًّ إلى قسمين ..
لنا .. لهم .. *

عزيزة




مسكينة من قائمة المساكين ،،
سجينة جحيم الحيرة ،،تقبع هناك خلف أرتال من الحزن ،،

عزيزة ،، كلّ ما تعرفه أنها عزيزة ،،الأوراق الثبوتية تقول ذلك،،
تتذكر أنها ما زالت متزوجة ،،لكن زوجها قرر أن يجرب حظه في التجارة،،
وغاب طويلا ،،

مهند يحبو بثياب عجز الماء أن يزيل بقع الأوساخالعالقة بها ،، رغم كثرة الغسيل ،،
بقايا مسحوق ( آريال ) متحجرة في قاع الوعاء ،،لكنها قررت المقاطعة ،،
وهو على رأس القائمة ،،

ببراءة تتخيل ( أبوصالح ) ،، ذلك الجار الخلوق ،، الذي ما انفك يسأل عن أحوالهم وحاجاتهم ،،
من وراء حجاب ،،بالرغم من أنه يختلس بعض النظرات ،،
لكنها تدعوا الله ،،أن لا يكون ذلك قناع خجل من رغباته ،،ما يلبث أن ينزعه ،،
بعد استجماع شيء من الجرأة ،،

تدرك للحظة أن الظن أكذب الحديث ،، فتستعيذ بالله ،،وتنفث عن يسارها ثلاثا ،،
تنظر حولها ،، كل شيء يلفه الجمود ،، حتى الهاتف ،، توقف عنه نبض الحياة ،،

عصر الثلاثاء الماضي ،، اقتربت منها سلوى ،،
صديقتها الوحيدة ،،همست في أذنهاوهي تتلفت ،، كمن يرتكب جريمة ،،
سمعت أنهم أخذوه إلى أشعة إكس ،،

احتجت بأن زوجها لم يكن مريضا ،، ولا يحتاج لعلاج ،،
ثم أردفت بالدعاء في سرها ،، أن يشفيه الله من مرضه ،،
كي يعود ويزيح عن كاهلها عبء السؤال ،،

طرقٌ على الباب ،، قطع حبل خيالها ،،
أبو صالح والسؤال المعتاد ،،وهي بذات النفس العفيفة ،،
التي ما زالت طاغية على نداء الحاجة ،،

هذه هي عزيزة ،، كلما داهمها الهم ،،
هرعت إلى الماء ،،توضأت ،، صلت ركعتين ،،
تضرّعت إلى الله ،، أن يمنّ على زوجها بالشفاء *

حب أعمى



في مكانٍ ما ..

عاد إلى المنزل ،، وجد ابنه الوحيد منكبّا على الدّفتر ..
- ماذا يفعل صغيري الحبيب ..
الأم بسعادة : لقد تعلّم كتابة الأرقام ..
- ما شاء الله .. نظر إلى الدفتر ..
سحبه من يدابنه .. مزّق الوقرة إلى قطع صغيرة ..
ورماهافي سلة المهملات ..
أعاد الدفتر قائلا : أكتب شيئا آخر ..

بدّل ملابسه .. عاد إلى الطفل ..
سحب الدفتر ..كرر فعلته الأولى ..
وقال بحدة : قلت لك اكتب شيئا آخر .. ألا تفهم ..

أحضر مشروبا مثلجا .. استرق النظر إلىالطفل ..
صفعه صفعة مدوية .. هرعت الأم واحتضنت الصغير ..
- لماذا تصفعه ؟- ما الذي فعله ؟؟
نظرت إلى الدفتر ..
وجدته قد كتب 9999أشعلت الموقد ..
وأحرقت كامل الدفتر ..

_ هيا يا صغيري .. حان وقت النّوم !! *

سيد أحزاني




عُنواني ضيّع عُنواني
فغدت لسوادٍ ألواني

يا من بحنوٍّ يرعاني
يُهديني الفجر ليلقاني

ويلفّ الليل بأجفاني
يتذوّق متعة ألحاني

يتخيّر هيئة قمصاني
يتخيّر حتّى جيراني

يتجوّل داخل أركاني
ليفتّش عن من أغواني

ياحبّي الخالد والفاني
يا من بالرّحلة أشقاني

من ذِكري حتّى نسياني
ما خِلتُك سيّد أحزاني *

إلى اللقاء




قبلَ اللّقاءِ إِلى اللّقاء ..
بلْ أحسنَ الله العزاء ..

كلّ القصائدِ حالمة ..
وببُؤْسنا .. هِيَ عالمَة ..

لكنّها .. كي لا تُصَنَّفَ ظالمة
..أخفتْ بداخِلها الرّثاء ..

رَحلَ النّهارُ مُوَدّعا ..
وأظلّني ثوبُ المساء ..

فبدأتُ أغسِل ساحتي ..
متمثّلا حلم الصّفاء ..

فرأيتُ ثمّ وريقةً ..
زخرت بألوان البهاء ..

فاحترتُ ما مضمونُها ..
أرِسالةٌ من عاشقة ..

تحوي مشاعر دافقة ..
بسطورها المتناسقة ..

جاءت تبشّر باللّقاء ..
أم أنّهُ .. مكتوبُ شكرٍ وثناء ..

يأتي على ذكرِ العنَاء ..
ذاك الّذي كابدتهُ ..

شوقًا لقمّةِ الارْتِقاء ..
قرّبْتُها .. فإذا بها ..

" فاتورةٌ للكهرباء "

فطويتُها .. وذكَرْتُ أيّام الرّخاء ..
صُندوقيَ الملْعونُ ذا .. ماخطْبُهُ..!!

دومًا يقِيءُ ليَ الهُراء ..
في كلّ ركنٍ فاجعة ..

في كلّ شبرٍ جعجعة ..
جاء المُذِيعُ مُطَمْئِنًا : لا تحْزنُوا ..

إِنّ الكرامةَ راجِعَة ..
( لا يسلم الشّرفُ الرّفيعُ من الأذى .. حتى يُراقَ على جوَانِبِهِ ) الغباء ..

ماجَتْ كُرَيَّاتُ الغَضَبْ ..
وطَفَتْ بقايا كِبْرِياء ..

قَطّعتُ أوصال الضّياء ..
وجلَسْتُ أَرتَشِفُ الحَسَاء .. *

أشكرك عل الأحزان




أشكرك على الأحزان
فالسعد سيوصلني حد الغثيان

أشكرك لتحطيم فؤادي
فوق بلاط الهجران

شكرا إذ مزقت ركودي
بمبادرة الطوفان

فجميلك سيدتي
يصفع وجه النكران

فبفضلك صرت بلا عنوان
لا يربطني قيد بمكان

بل لن أخشى غضبة إنسان *

هذيان محموم




هأنذا .. بقلبٍ رفضَ ياء المتكلّم ..
واستمرأ حياة هاء الضمير ..
بل أصبح يشهر سلاح الشّوق في وجهي ..
كلّما تحيّن فرصةً مني .. التفاتة مني لنافذة الحياة ..
أقف مع نفسي على حافة الاعتراف ،، أأذن للوقت بالانصراف ..
فليس ثمة مساحة على الورق .. تكفي لصدق البوح *



دائما ما أجد كافة أركاني معلّقة على مسمار الماضي ..
وأنا أجهل لغة الانتزاع .. بيد تركن للتواضع في انسدالها *



اختلط بائعوا الثقافة .. مع باعة الضمير ..
فذاك يبيع المعاناة .. والآخر يصنعها ..
وأنا أتزلّف إلى سِفْري المثْقل بالأساطير ..
لأستودعه أسطورة جديدة ..لغد لم أتيقّن من قدومه *



أُفيقُ لنفسي بعد وداع العقارب .. فأكتشفُ بأنّ ما مضى ..
لم يكن إلا هذيان محموم .. أبتلعُ حجرين أبيضين ..
يتبعهما الماء .. وأسأل الله الشّفاء *



سألتُ عيني : سيدتي .. ألم يحن وقت النوم بعد ؟
قالت : أنا مجرد مستشار .. وأنت صاحب القرار ..
لم أجرؤ على اتّخاذ القرار .. حتّى بزغ النّهار ..
فبدأ الجسد .. ينهار .. ينهااااااار *



" كيس قطن "
.. أين .. أين ؟
عصرتُ ذهني لأتذكّر أين قرأتُ هذه العبارة ..
هااااه .. تذكّرت .. تذكّرتُ أنّ شهرزاد في الصّباح ..
كانت تسكت عن الكلام المباح *

سمكة قرش




جِئْتُ الشّاطِئَ قَبْل العَصْرِ

فَوَّضْتُّ إلى الرَّازِقِ أَمْرِيْ

وَنَصَبْتُ شِبَاكِيْ فِي الْبَحْرِ

هَلَّ الْخَيْرُ فَاَعْجَزَ شُكْـرِيْ

سَمَكَةُ قِرْشٍ لَفَتَتْ نَظَــرِيْ

تــَتَحَدَّثُ بِحَدِيْثِ الْبَشَـــــــرِ

قَالتْ لِيْ بِكَلامٍ حَــــــــــذِرِ

إنْ أَطْلَقْتَ سَرَاحِي الْفَوْرِيْ

فَسَاُخْبِرُكَ بِهَذَا الـسِّــــــــــرِّ

قُلْتُ اخْتَصِرِيْ . لا تَنْتَظِرِيْ

أَوْ قَطَّعْتُكِ دَاخِـــــــلَ قِدْرِيْ

قَالَتْ لِيْ يَا وَجْهَ الْخَيْــــــــرِ

لَكَ إِخْوَانٌ تَحْتَ الأَسْــــــــرِ

فِيْ قَاعِدَةٍ فَوْقَ الصَّخْـــــــرِ

لَمْ يَرْحَمْهُمْ سَيْفُ الْكُفْـــــــرِ

قُلْتُ رُوَيْدَكِ . إِنِّــــيْ أَدْرِيْ

قَالَتْ تَدْرِيْ . حَقًّا تَـــــدْرِيْ !!!!!!

حَمْــــدًا لِلّهِ عَلَى قَـــــــدَرِيْ *

الخميس، 28 مايو 2009

بغداد





من السّخرية أن أُحبّ في زمن الحرب ..أن أرقص على وقع زخّات الرّصاص ..
أن أهدي محبوبتي .. قنبلة عنقودية ..شاءت إرادة الرّحيم سبحانه أن لا تنفجر ..
لكنني .. سأحبّ .. سأخالف الجميع .. وأفعلها ..لن أبكِ بغداد .. لأنها لم تمت بعد ..
ولأنني أحسن الظّنّ في العظيم القائل :( يحيي العظام وهي رميم ) ..
أحبتي: إن لم تك بغداد ماتت ..فقد مات غيرها ..



مازلت أذكرها وما ..يجدي الفؤاد تذكّرُ ..
أخفي عميق مشاعري ..وكأنما لا أشعرُ ..

كم كنت خلف نوافذ ..شوقا لها أتسترُ ..
وأخالني متكشّفا ..نحوي الخلائق تنظرُ ..

ما باله يأتي هنا ..في كل يوم يحضرُ ..
ماضرّني تأويلهم ..ما دامهم لم ينكروا ..

هم يعرفون مطامعي .. وبقصتي هم أخبرُ ..
يا من حضورك بلسمٌ ..وسُلافُ ريقكِ سكّرُ..

وخيال حسنك فاتن ..ونسيم قربك أعطرُ ..
وسهام لحظك خنجر ..وشهود ثغرك مرمرُ ..

هل من تنوّر باللّقا ..لظلام هجرك يقدرُ ..
فإذا وقفت لترحلي ..يغشى المكان تذمّرُ ..

فالأرض تندب حظّها ..حتّى التّراب يزمجرُ ..
قالوا بكيت رحيلها ..فهل الدّموع ستثمرُ ..

قلت ارحموني وانظروا ..ما زال دمعي يقطرُ ..
هذي حبائل عاجزٍ ..ماذا عساني أقدرُ ..

إن لم يكن شعري لها ..لمن القصيد يسطّرُ ..
إن لم يكن دمعي لها ..فلمن عيوني تمطرُ ..

أوتحسدون مفارقا .. من حزنه يتعصّرُ ..
الله يرحمها مضت ..إن الفراق مقدّرُ .. *

العصر الطبشوري




عَـقْـدٌ صُـوْرِيْ ..
يُثْبِتُ بَيعِي ..
في العصر الطّبشوري ..

ويتيحُ لجاريةٍ ..
أنّى شاءت ..
كلَّ أموري ..

فصبايا تحمِلُني ..
وأيادٍ تطعمُني ..
وشفاهٌ تلثُمني ..
من لحظات حضوري ..

فعرفتُ بأنّ نواياها ..
أن تملكني ..
ليس كياني ..
بل وشعوري ..

أسألُ نفسي دوما ..
وأكيلُ لها اللّوما ..
عجبا كيف اسطاعت ..
أن تجتاز حدودَ غرورِي ..

سكَبَتْ عيْنِي .. حينَ عُثورِي ..
دمعًا بلّل عقْدي الصّورِي ..

لَسْتُ أحدّثِكُم عن نفْسِي ..
فأنا أرْوِي عَن عُصْفُورِي .. *

أمي




لله أشْكـُــــوْ وِحْــــــــدَتِي *** فهُو الإِلــــــــه الأَوْحَــــدُ
ربٌّ على الضّـــــرّاء والسّـــــــــرّاء يُشكــرُ يحمــــــــدُ

ثمّ الصّلاةُ على الهُــــدَى ** خَير الْبَرِيّــــــــة أحْمَــــدُ
لا زلتُ أذكــــــــرُني إذا ** جِئْتُ الحبيبَـــةَ أَنْشُـــــــد

حُبٍّا بهــــــا .. شوقًا لهـــا ** وَلِحَــالِهـــــا أَتَفَقَّـــــــــــدُ
للذُّلِّ أخفِضُ أجنُحـــــــــا ** مُتَبَــسِّمــــــــاً أَتَـــــــوَدَّدُ

فإذا دنوتُ لقُربهـــــــــــا ** أحْسَسْتُ أَنِّي الأَسْعـــــــدُ
زيّنتُ حدَّ مباسِمـــــــــي ** الرَّأْسَ أَلْـــثُــــمُ والْيَــــــدُ

ونسيتُ مـــَـــــا كـَــابدْتُهُ ** فإِذا فُـــــــؤَادِيَ يَسْـــــرُدُ
نَظَرَتْ بعينِ حنانِهــــــــا ** تُبْدِي الرِّضَــــا وتُــــرَدِّدُ

بعضَ الدّعـــاءِ وبعدهـــا ** لَلهِ شُكْــــــــــراً تَسْجُــــدُ
فإذا مضيتُ تركتُهــــــــا ** في رُكْنِهــــــا تَـــتـَعَبَّــــدُ

حتّى إذا يومـــيْ مــضَى ** وأَضَــــاءَ عَالَمِيَ الْغَــــدُ
أقبلتُ أخطُبُ وُدّهـــــــــا ** فَوَجَدْتُهـــــــا تَتَـــــمَــــدَّدُ

أمّاهُ جِئتُكِ ســـــــــــــائِلا ** هَلْ لّيْ بِــِـــــرَدٍّ يُــــرْشِدُ
فأنا أسِيرُ جَهـَــــــــــالَتِي ** حَسَناً أُرِيْــــــــدُ فَيَفْسُــــدُ

رُدِّي فَدتْكِ جــَــــوارِحي ** إِنْ لّمْ يَكُنْ فَسَــــأَصْعَــــدُ
أَدْرَكتُ لـمّـــــــا لمْ تُجِب ** أنْ لّيْسَ مِثْلِيْ يُحْــــسَــــدُ

غابَتْ وغـــــــابَ حنانُها ** وَخَبَا الْفُــــؤَادُ الْعَـــابِــــدُ
تركُوا المكــانَ وأَوصَدُوا ** بِالْحُزْنِ بَــــابـــاً قَيَّــــدُوْا

غَسَلُوا طَريقَ عُبورِهــــا ** بِدُمُوْعِهِمْ وَتَــــنَهَّـــــــدُوْا
وبَكَى خُــــوانُ طَعامِهـــا ** وَرَثَى الْفِرَاقَ الْـــــمَوْقِــدُ

حملُوا عــــزيزَ أثاثِهـــــا ** وَالْخَيْرُ كَانَ الْمَقْــــصِـــدُ
فلــعَلَّهـــا مــن حُزْنِنـَـــــا ** بَعْضُ السَّعّادَةِ تُـــــوْلَــــدُ

يـــــــامَن لـــــهُ أمٌّ هُـنـــا ** إِيّاكَ يَسْبِقُـــكَ الْغَــــــــــدُ
اِلْزمْ مَواطِن رَحْـمـَـــــــةٍ ** حَتَّى يَحِيْــــنَ الْمَوْعِـــــدُ

الكُلُّ يَجْمَعُ مــــــَــا دَرَى ** هَلْ مَــــالِكٌ أَمْ فَاقِـــــــــدُ
الكلُّ يَبنِيْ مـــــَــــا دَرَى ** أَنَّ الْبِنَـــــاءَ مُهَـــــــــــدَّدُ

سُنَــــــنُ الإِلهِ كَذا جَرَتْ ** مَنْ ذَا سِــــوَاهُ مُخَلَّــــــــدُ

مساء الحب




ظننتُ الهجرَ أنساها
فضلّت عن عناويني

مساءُ الحبّ يا قلبي
فقد عادت تناديني

غداً لمّــا ألاقـيـهـا
دموعا سوف تُهديني

وتشكو قسوةَ الدنيا
وتمدحُ في أسىً ليني

تقـلـّبني بعـيـنيهـا
وتجمعُني وتطويني

تقولُ بكلّ ما ملكَت
مراوغةً لتُغويني

أتيتكَ أشتكي جَرحا
يئنّ فهل تداويني

أتيتك أرتجي حلُما
فهل لليل تُـدنيني

سبقت الوقت من شوقي
فليس الوقت يعنيني

أمنّي النفس بالماضي
وذكرى أسهدت عيني

أقبّل كل ما حولي
وما حولي يهنّيني

وبينا كنت أرقبها
إذا طفلٌ يلاقيني

أأنت .... يا عمّـي
مَـ مَا ماذا ستعطيني

مساء الحزن يا قلبي
فهل لّك أن تواسيني

رسائلنا أعادتها
ولم ترأف بمسكينِ

رسائلنا أعادتها
وعاد الدّمعُ يكويني *

الزوايا الهادئة




بين الزّوايا الهادئة ...
انسابت الأفكار تنهش خافقي ...
والحزن جاد بلطفهِ ...
وغدا أعزّ مرافقي ...
والجرح أحضره المساء ...
كملحّنٍ للأغنيات الطّارئة ...


بين الزّوايا الهادئة ...
الخدّ شُوّق للرّقادِ وقهوتي ...
يغتال معظمها السّواد ...
ومسلسلٌ شاهدتهُ ...
يُدعى الوداد ...
أبطالهُ ليسوا هنا ...
والمخرج اختار البعاد ...
وحروفي المتحجّرة ...
رصفت طريق الثّرثرة ...
فتجمّد القلم الكئيب ...
رغم الفصول الدّافئة ...


بين الزّوايا الهادئة ...
استوطنت كلّ المكان ...
بالنّفث رائحة الدّخان ...
فوضعتُ كفّ ملاءتي ...
لتغيب أضواء الزّمان ...
حمل المساءُ ثيابهُ ...
واستأذن النّور الرّحيل ...
وعزاؤهُ ...
أنّا هناك سنلتقي ...
بين الزّوايا الهادئة ... *