الجمعة، 29 مايو 2009

عزيزة




مسكينة من قائمة المساكين ،،
سجينة جحيم الحيرة ،،تقبع هناك خلف أرتال من الحزن ،،

عزيزة ،، كلّ ما تعرفه أنها عزيزة ،،الأوراق الثبوتية تقول ذلك،،
تتذكر أنها ما زالت متزوجة ،،لكن زوجها قرر أن يجرب حظه في التجارة،،
وغاب طويلا ،،

مهند يحبو بثياب عجز الماء أن يزيل بقع الأوساخالعالقة بها ،، رغم كثرة الغسيل ،،
بقايا مسحوق ( آريال ) متحجرة في قاع الوعاء ،،لكنها قررت المقاطعة ،،
وهو على رأس القائمة ،،

ببراءة تتخيل ( أبوصالح ) ،، ذلك الجار الخلوق ،، الذي ما انفك يسأل عن أحوالهم وحاجاتهم ،،
من وراء حجاب ،،بالرغم من أنه يختلس بعض النظرات ،،
لكنها تدعوا الله ،،أن لا يكون ذلك قناع خجل من رغباته ،،ما يلبث أن ينزعه ،،
بعد استجماع شيء من الجرأة ،،

تدرك للحظة أن الظن أكذب الحديث ،، فتستعيذ بالله ،،وتنفث عن يسارها ثلاثا ،،
تنظر حولها ،، كل شيء يلفه الجمود ،، حتى الهاتف ،، توقف عنه نبض الحياة ،،

عصر الثلاثاء الماضي ،، اقتربت منها سلوى ،،
صديقتها الوحيدة ،،همست في أذنهاوهي تتلفت ،، كمن يرتكب جريمة ،،
سمعت أنهم أخذوه إلى أشعة إكس ،،

احتجت بأن زوجها لم يكن مريضا ،، ولا يحتاج لعلاج ،،
ثم أردفت بالدعاء في سرها ،، أن يشفيه الله من مرضه ،،
كي يعود ويزيح عن كاهلها عبء السؤال ،،

طرقٌ على الباب ،، قطع حبل خيالها ،،
أبو صالح والسؤال المعتاد ،،وهي بذات النفس العفيفة ،،
التي ما زالت طاغية على نداء الحاجة ،،

هذه هي عزيزة ،، كلما داهمها الهم ،،
هرعت إلى الماء ،،توضأت ،، صلت ركعتين ،،
تضرّعت إلى الله ،، أن يمنّ على زوجها بالشفاء *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق