الخميس، 28 مايو 2009

بغداد





من السّخرية أن أُحبّ في زمن الحرب ..أن أرقص على وقع زخّات الرّصاص ..
أن أهدي محبوبتي .. قنبلة عنقودية ..شاءت إرادة الرّحيم سبحانه أن لا تنفجر ..
لكنني .. سأحبّ .. سأخالف الجميع .. وأفعلها ..لن أبكِ بغداد .. لأنها لم تمت بعد ..
ولأنني أحسن الظّنّ في العظيم القائل :( يحيي العظام وهي رميم ) ..
أحبتي: إن لم تك بغداد ماتت ..فقد مات غيرها ..



مازلت أذكرها وما ..يجدي الفؤاد تذكّرُ ..
أخفي عميق مشاعري ..وكأنما لا أشعرُ ..

كم كنت خلف نوافذ ..شوقا لها أتسترُ ..
وأخالني متكشّفا ..نحوي الخلائق تنظرُ ..

ما باله يأتي هنا ..في كل يوم يحضرُ ..
ماضرّني تأويلهم ..ما دامهم لم ينكروا ..

هم يعرفون مطامعي .. وبقصتي هم أخبرُ ..
يا من حضورك بلسمٌ ..وسُلافُ ريقكِ سكّرُ..

وخيال حسنك فاتن ..ونسيم قربك أعطرُ ..
وسهام لحظك خنجر ..وشهود ثغرك مرمرُ ..

هل من تنوّر باللّقا ..لظلام هجرك يقدرُ ..
فإذا وقفت لترحلي ..يغشى المكان تذمّرُ ..

فالأرض تندب حظّها ..حتّى التّراب يزمجرُ ..
قالوا بكيت رحيلها ..فهل الدّموع ستثمرُ ..

قلت ارحموني وانظروا ..ما زال دمعي يقطرُ ..
هذي حبائل عاجزٍ ..ماذا عساني أقدرُ ..

إن لم يكن شعري لها ..لمن القصيد يسطّرُ ..
إن لم يكن دمعي لها ..فلمن عيوني تمطرُ ..

أوتحسدون مفارقا .. من حزنه يتعصّرُ ..
الله يرحمها مضت ..إن الفراق مقدّرُ .. *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق